
مسيرة الاستدامة .. نتشارك للغد!
منذ البداية كانت المهمة الأولى لحديقة الحيوانات بالعين هي الحفاظ على الحياة البرية واستدامة البيئة المحلية وذلك من خلال دعم التعايش الفعال والتنوع البيولوجي في مختلف النظم البيئية، وتقف اليوم رمزاً للأمل والتفاني في تلك الجوانب الرئيسية.
دفعت هذه الرؤية والمفاهيم الراسخة فريق البستنة في حديقة الحيوانات بالعين للتفكير بشكل فعال، للحفاظ على التوازن البيئي وضمان استمرار النباتات والنظم البيئية بكفاءة، حيث تم اختيار الأنواع المحلية بعناية مثل أشجار السدر والسمر و القرط والعصبج والشوع وغيرها، لتعيش في بيئة متناسقة ومتكافئة راسمةً لنا لوحة خلابة مستدامة يمكنها التعايش مع تقلبات مناخ المنطقة. واليوم هناك أكثر من 214 شجرة غاف شامخة في أرجاء الحديقة تملأ أجواءها برائحتها المميزة. تتميز هذه الأشجار بالقوة والتكيف مع أصعب الظروف لذلك تعتبر رمزاً حياً للصمود. للأسف تتعرض هذه الشجرة لتهديدات عدة في مواطنها الطبيعية، مثل الزحف الحضاري السريع والرعي غير المنظم .
قدم فريق البستنة العديد من الحلول من منطلق سعيه الدائم نحو الاستدامة والمحافظة على الموارد، فمثلا تم استبدال العشب الطبيعي في بعض المناطق بمزيج من النباتات المحلية و الحصى، وقد ساهمت هذه الخطة في تقليل استهلاك المياة وإعادة تشكيل البيئة المحيطة لتعكس البيئة الطبيعية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ملهمة بذلك الزوار لتقدير وحماية جمال طبيعتها الرائعة. كما تتسابق العديد من الفرق في ابتكار وسائل لإعادة استخدام أجزاء متنوعة من هذه الأشجار ، بدءاً من الفروع وصولا إلى قطع اللحاء، فمن هذه الأجزاء ما يستخدم كطعام لمختلف الحيوانات ومنها ما يستخدم للتنسيق والتجميل وبعضها للصيانة وغيرها.
و في العام 2016 أسست حديقة الحيوانات بالعين بنك البذور ، كجزء من مهمتها للمحافظة على التراث البيئي في دولة الإمارات، حيث يحتوي على ما يزيد عن 50 نوعاً من النباتات المحلية وغير المحلية، تم تصنيفها وتخزينها بدقة وعناية لضمان استمراريتها وتوفرها عند الحاجة لها في المستقبل. يعتبر هذا البنك كنز ثمين وخطوة بالغة الأهمية للمحافظة على التنوع وحماية النباتات من التهديدات المحتملة وثروة بيئية لأجيال المستقبل.
يترافق بنك البذور في حديقة الحيوانات بالعين مع مشاتلها المزهرة، التي تحتضن مجموعة كبيرة من النباتات التي يهتم بها ويزرعها بعناية فريق البستنة المعروف بحماسه الدائم لتخطي التحديات، وتفانيه المستمر للحفاظ على النباتات، كما يعمل الفريق بدأب لتحسين وتنشيط المناطق الخضراء في الحديقة لخلق مساحات جذابة مليئة بالحياة والهدوء.
بالإضافة إلى مشاريع الاستدامة وصون الطبيعة المختلفة، فإن حديقة الحيوانات بالعين لم تغفل عن أهمية التعليم والتوعية كجزء أساسي من رحلتها نحو صون الطبيعة والاستدامة، فقد طورت فرق الحديقة مبادرات تعليمية تناسب مختلف الفئات العمرية، ويتم التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والمحلية لتعزيز هذه المبادرات. تساعد هذه الجهود بشكل كبير على تحفيز المجتمع لحماية وصون الطبيعة ومواردها، آخذين بعين الاعتبار أن الحفاظ عليها هي مسؤولية مشتركة لمستقبل مشرق مستدام.
منظر الأشجار الشاهقة وهي تزين سماء حديقة الحيوانات بالعين ماهي إلى دليل ملموس على التفاني والجهد الدائب للاستدامة، كما يستمر السعي لتعزيز الموارد الطبيعية وحماية الحياة البرية. يداً بيد يمكننا خلق عالم مستدام ومتناغم. ماذا تنتظر؟ قم بزيارة حديقتنا اليوم واستمتع بالطبيعة الخلابة لتلهمك لتفعيل دورك في الحفاظ عليها! قراراتك اليوم ستؤثر على مستقبل الحياة في كوكبنا!