الصورة

لنسافر إلى كينيا

كينيا أرض العجائب الطبيعية، تلك الأرض التي تعتبر موطناً أساسيا للكثير من الحيوانات التي لطالما أسرت قلوبنا كأطفال و أسرتها أكثر عندما تعلمنا المزيد عنها كأشخاص راشدين. حكايتنا اليوم عن مغامرة فريدة كنا محظوظين لخوضها كجزء من شراكتنا مع محمية ليوا للحياة البرية. فهل أنتم مستعدون للسفر معنا؟

 

ها نحن متجهين للمطار بكل حماس! يدفعنا الفضول ومتعة الاستكشاف والمغامرة. نرتفع مودعين أرض الإمارات الغالية بوعد العودة محملين بجميع الخبرات التي ستثري مجال صون الطبيعة. بعد حوالي 5 ساعات من الطيران تمكنا من رؤية بعض المناطق من القارة السمراء بكامل جمالها وروعتها الساحرة! اقتربنا من جمهورية كينيا لنهبط في "مطار جومو كينيا الدولي" حيث استقلينا طائرة أخرى لتأخذنا لوجهتنا الجميلة؛ محمية ليوا للحياة البرية.

 

من شباك الطائرة الصغيرة نشاهد تلك المساحات الخضراء الشاسعة التي تحتضن قطعان الحمار الوحشي والفيلة و الزراف وهي تستمتع بوجبتها المفضلة من قمم الأشجار، بالإضافة إلى العديد من الحيوانات التي لم نشاهدها من قبل! تعد المحمية أحد أهم مواقع التراث العالمي لليونسكو كما تمتد على مساحة 250 كيلو متراً مربعاً.

 

هبطت الطائرة الصغيره لتستقبلنا سيارات برية تستطيع التغلب على وعورة الأرض وكثافة أعشابها، كما يمكنها الإندماج بذكاء مع البيئة المحيطة بلونها الأخضر الداكن. وصلنا إلى مركز المحمية لنجد الحفاوة ذاتها التي وجدناها منذ وصولنا هذا البلد الرائع حيث استمتعنا معا بمنظر الغروب الجميل. هل حقا سننام في هذه الأكواخ الصديقة للبيئة؟ ياللروعة هناك ستائر تحيط بالأسرة لحمايتنا من الناموس أيضا.

 

في الصباح، وبعد مقابلة المدير التنفيذي للمحمية ومناقشة جدول الزيارة ومهامها، انطلقنا في جولة للمشاركة في عملية العد السنوية لذوات الحوافر. و اكتشفنا أن هناك عدة طرق لعد حمار الوحش، فبعد تحديد موقعها يمكن معرفتها من خلال ملاحظة خطوطها الموجودة على الجهة اليمنى من جسدها، أليس ذلك مدهشا؟ كما تعلمنا أن قبيلة الماساي تساهم بشكل أساسي في جذب الرحلات السياحية، وهي قبيلة يميزها طولها الفارع و شجاعتها الفذة! لقد استبدلت قبيلة الماساي تجارة الأبقار بتجارة الإبل مؤخرا وذلك لأن الإبل معروفة بتحملها للجفاف واستهلاكها الأقل للطعام.

 

خلال رحلاتنا اليومية، قمنا بالعديد من المغامرات كتعداد قطعان الفيلة ووحيد القرن ومراقبتها للتأكد من سلامتها أيضا، وذلك لأنها من أكثر الحيوانات استهدافا من قبل الصيادين. في صباح أحد الأيام أعلنت المحمية حالة طوارئ إثر اختفاء أنثى وحيد القرن. انطلقت جميع الفرق للبحث عنها، وقد وجدناها للأسف وقد سقطت عن جرف لتُكسر ساقها وتنفق بعمر ال 30 عاما.. كان مشهدا مؤلما! قام فريق المحمية بقطع قرني أنثى وحيد القرن وإرسالها للعاصمة للحفظ بعيدا عن أيدي التجار.

 

وفي يوم آخر، شهدنا حركة غريبة في قطيع الفيلة، وبعد مراقبة حثيثة اكتشفنا أن هناك حالة ولادة! ياه كم نحن محظوظون! فمشاهدة ولادة فيل هي لحظة نادرة للغاية! كم يبدو هذا الدغفل ظريفا! وبالحديث عن الفيلة لاحظنا اهتمام المحمية بتفاصيل عدة، حيث تم وضع أسلاك كهربائية تمنع الفيلة من الخروج حفاظا على سلامتها. ولكن هذه الأفيال ذكية جدا حيث تخرج زاحفة أحيانا، بل وشوهدت ترفع خراطيمها لإغاضة المرشدين.. ألا تجدون ذكاء الحيوانات و تفاعلها مع الإنسان شيء مذهل؟!

 

تعمل حديقتنا على دعم برامج إكثار الأسود في محمية ليوا للحياة البرية ونحن بصدد مغامرة تحفها المخاطر من خلال برنامج مراقبة الأسود والضباع، وكم كنا سعداء بمشاهدة دلما وهي اللبؤة التي أسميناها بأنفسنا لتكون ضمن المجموعة التي ندعمها، وهي قوية جداً ويمكنها افتراس جاموس كامل. تعلمنا من هذه الرحلة أنه يمكن تمييز الأسود عن بعضها من خلال بعض النقاط التي تقع أسفل عيني كل أسد.

 

صنعنا وليمة عشاء في اليوم الأخير لفريق محمية ليوا لنقدم لهم لمحة بسيطة عن الثقافة الإماراتية. صنعنا الكثير من الذكريات خلال هذه الرحلة الرائعة، ونحن بانتظار زيارتكم بلا شك! إلى اللقاء محمية ليوا. إلى اللقاء كينيا. وها نحن عائدون لنتبادل حصيلة خبراتنا، ونستعد لافتتاح سفاري الفيلة الجديدة...قريبا!